تم وقف بث مسلسل "الكاسر" الذي تبثه قناة عراقية محلية، بسبب شكوى من حركة "عصائب أهل الحق"، بدعوى أن المسلسل يسيء للعشائر العراقية. يتحدث المسلسل عن الثأر العشائري في جنوب العراق، وتظهر المقاطع الترويجية للمسلسل زعيماً قبلياً يرتدي اللباس التقليدي ويحمل بندقية وأشرطة عتاد. ودعت حركة "عصائب أهل الحق" إلى إيقاف المسلسل، وطالبت النائب مصطفى سند بإيقافه أيضًا، لتشويهه الواقع في مناطق جنوب العراق. وبعد المطالبات النيابية والعشائرية العديدة، قررت هيئة الإعلام والاتصالات إيقاف المسلسل. وأكد رئيس الهيئة أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية الرادعة لمنع أي مسلسل يمس النسيج المجتمعي العراقي.
بعد إيقاف المسلسل، انتقدت منظمات حقوقية القرار الحكومي، ووصفته بأنه يمثل انتهاكاً لحرية التعبير، وتسييساً للإعلام.
وصرحت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان لها، بأن «القرار الحكومي بإيقاف مسلسل الكاسر يمثل انتهاكاً صريحاً لحرية التعبير، ويؤكد استمرار التسييس الذي يعاني منه الإعلام في العراق».
وأضافت المنظمة: «يجب على الحكومة العراقية تحريك الجهود لحماية حرية التعبير وضمان عدم تعرض الإعلاميين والمبدعين للضغوط والمضايقات من قبل أي جهة».
كما اعتبرت المنظمة الدولية لحرية الصحافة، في بيان لها، إيقاف المسلسل «منعاً للتعبير واستخداماً للسلطة لتخويف وترهيب الصحفيين والإعلاميين».
وفي سياق متصل، اتهمت بعض الجهات الحكومية العراقية، القناة المحلية بالتحريض على العنف في الجنوب، واستغلال الثأر العشائري في سياق درامي، معتبرة أن ذلك يعرض الأمن والاستقرار في المنطقة للخطر.
وتعد الثأر العشائري ظاهرة شائعة في بعض مناطق العراق، وتعود جذورها إلى العادات والتقاليد القديمة، وتتمثل في الانتقام بالقتل على خلفية جرائم ارتكبت في الماضي، وعادةً ما تتسبب في حدوث صراعات وأعمال عنف في المنطقة.